مـــــدرســــــة ابونشـــابـــة الاعداديـــــــة
ادارة منتدى مدرسة ابونشابة الاعدادية ترحب بكم ةنرجوا منكم التسجيل لتكونوا احد اعضائنا ونرجوا المساهمة بمواضيع جيدة ليستفيد منها الجميع

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

مـــــدرســــــة ابونشـــابـــة الاعداديـــــــة
ادارة منتدى مدرسة ابونشابة الاعدادية ترحب بكم ةنرجوا منكم التسجيل لتكونوا احد اعضائنا ونرجوا المساهمة بمواضيع جيدة ليستفيد منها الجميع
مـــــدرســــــة ابونشـــابـــة الاعداديـــــــة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الاناركية

اذهب الى الأسفل

الاناركية  Empty الاناركية

مُساهمة من طرف ياسر احمد الجمعة يناير 06, 2012 11:43 am






المقاعد الخالية *


بيتر كروبوتكين*


ترجمة : مينا ناجي




" كتب
كروبوتكين هذا النص ، آنذاك ، قبل نحو 120 عاما من لحظتنا هذه ، متحدثا عن
التناقضات الداخلية لكوميونة باريس *، تلك التى عصفت بها - مع الأخطار
الخارجية - بعد وقت ليس بالطويل من نشأتها ، و مشيرا لبعض الأحداث الفرنسية
الأخرى ، و قد شدد على الفارق الواضح بين ما يتعلق بالانتفاضة و ما يتعلق
بالثورة . و يبدو أن نفس النص يصلح تماما لالقاء الضوء على ملابسات المشهد
المصرى ، الآ
ن"





..............................................................................






اننا
ندرس جميعا الجانب الدرامى للثورة كثيرا جدا ، و الجانب العملى قليلا جدا .
نميل الى أن نرى فقط الآثار المسرحية ، ان جاز التعبير ، لهذه الحركات
العظيمة : قتال الأيام الأولى ، المتاريس . و لكن هذا القتال - هذا الصدام
الأول - سرعان ما ينتهى . و بعد الاطاحة بالنظام القديم فقط ، يمكن القول
أن العمل الحقيقى للثورة يبدأ
.



ينجرف
الحكام القدامى بنفخة من انتفاضة - عاجزين ، منزوعى القوة ، و مهاجَمين من
جميع الجوانب . لم يعد هناك ملكية برجوازية ، خلال أيام قليلة من العام
1848 * ، و كانت باريس قد نست بالفعل " ملكها المواطن " بينما كان لويس
فيليب يتقن هروبه بمركبة مغطاة . و اختفت حكومة تيير ، خلال ساعات قليلة من
يوم الثامن عشر من مارس للعام 1871 ، تاركة باريس سيدة مصيرها . مع ذلك
1848 و 1871 ليست غير انتفاضات
.



يختفى
سادة النظام القديم ، أمام الثورة الشعبية ، بسرعة مدهشة . يهربون من
البلاد ليتآمروا آمنين فى مكان آخر ، مبتكرين الوسائل من أجل عودتهم
.



تختفى
الحكومة السابقة . يتردد الجيش أمام مد الرأى الشعبى ، و لا يعد طائعا
لقادته ، الذين يرحلون أيضا بحكمة . تقف القوات على مقربة بغير تدخل ، أو
تنضم للمتظاهرين . تقف الشرطة مسلمة ، غير واثقة ان كانت تهاجم الحشد أو
تصرخ : تحيا الكوميونة ! ، بينما يتراجع البعض الى مقراتهم " فى انتظار
ملذات الحكومة الجديدة " . يحزم المواطنون الأغنياء حقائبهم و يلتجئون الى
أماكن آمنة . و يبقى الشعب
.



هكذا
تُعلن الثورة . ينادى بالكوميون ، فى العديد من المدن الكبيرة . يطوف
الآلاف من الناس فى الشوارع ، و يحتشدون فى نوادى مرتجلة فى المساء ،
سائلين : ماذا سوف نفعل ؟ . يناقشون ، بحماسة ، الشأن العام - الذى يهتم به
الجميع : أكثر المتحمسين ، ربما ، هم هؤلاء الذين كانوا فى الماضى أكثر
اللامبالين . فى كل مكان ، هناك الكثير من حسن النية و الرغبة العارمة فى
تأكيد الانتصار . انه وقت التفانى الفائق . و الناس مستعدون للمضى قدما
.



كل هذا رائع و جليل ، لكنه - ما يزال - ليس الثورة . كلا . سيبدأ الآن فقط عمل الثائر .


سيتم
ارضاء عطش الانتقام ، بلا شك . و سوف يدفع أنصار واترين و توماس عقوبة عدم
شعبيتهم * ، لكن هذا الأمر من حوادث النضال فقط و ليس ثورة
.



يهرول
السياسيون الاشتراكيون ، الراديكاليون ، عباقرة الصحافة المهمشون ،
الخطباء ، مواطنو الطبقة الوسطى ، و العمال الى دار البلدية و مكاتب
الحكومة ، و يستحوذون على المقاعد الشاغرة . يبتهج قلب بعضهم بالزركشات
المذهبة * - معجبين بأنفسهم فى المرايا الوزراية - و يدرسون لاعطاء الأوامر
بأجواء من أهمية تتناسب مع وضعهم الجديد . يجب أن يملكوا وشاحا أحمر ،
قبعات مطرزة ، و ايماءات وقورة متسلطة لكى يأثروا على رفاقهم فى المكاتب أو
المصانع . بينما يدفن البعض الآخر نفسه فى الأوراق الرسمية ، محاولا -
بأفضل الارادات - تحديد رأسها من ذيلها
.



يخطون
القوانين و يصدرون المراسيم الكلامية المحلقة عاليا ، و التى لن يتحمل
عناء تنفيذها أحد ، لأن الثورة جاءت . يسعون لاقرار الأنماط القديمة للحكم ،
باعطاء انفسهم سلطة " لم يعد لها وجود " . و يحملون أسماءا مثل : حكومة
مؤقتة / لجنة الأمن العام / محافظ / حاكم البلدية / مفوض المصلحة العامة ، و
ما غير ذلك . يجتمعون ، بانتخاب أو تزكية ، فى لجان أو مجالس بلدية ، من
عشرة أو عشرين تيار مختلف - ليسوا بالظبط جوقات منعزلة - و انما - على
الأقل - العديد من الطوائف التى تمثل العديد من الأساليب فيما يتعلق بنطاق و
اتجاه و هدف الثورة
.



يتبارز
معا الاصلاحيون ، الجمعيون ، الراديكاليون ، اليعاقبة ، و البلانكيون * .
يهدرون الوقت فى حروب كلامية . يتداخل الرجال المخلصين مع الطامحين - الذين
حلمهم الوحيد هو القوة ، و يزدرون الحشود أينما ظهروا . يتلاقون معا
بوجهات نظر متناقضة تماما ، و يُجبَرون على تكوين تحالفات متعسفة فى سبيل
خلق أغلبية لا تستمر الا يوما . يتشاحنون ، و قد دعوا بعضهم البعض
بالرجعيين و المستبدين و الأوغاد ، غير قادرين على الوصول لفهم بأى مقياس
جدى . ينسحبون فى مناقشات بشأن تفاهات ، و لا يقدمون شيئا أفضل من
التصريحات الرنانة . لكنهم - مع ذلك - يأخذون أنفسهم بجدية ، غير عالمين أن
القوة الحقيقية للحركة فى الشارع
.



كل
هذا يمكنه أن يسعد هؤلاء الذين يحبون المسرح . لكنها ليست الثورة . لم
يتحقق شئ بعد ، فى الوقت الذى يعانى فيه الناس . المصانع عاطلة عن العمل .
ورش العمل مغلقة . الصناعة فى ركود تام . العامل لا يتقاضى حتى الأجر
الهزيل الذى كان له من قبل . أسعار الطعام ترتفع . لكن الناس تنتظر بصبر ،
مع هذا الاخلاص البطولى الذى يميزهم دائما ، و الذى يصل لأقصاه فى الأزمات
الكبرى ، قائلين ، فى عام 1848 : " نحن نضع تلك الشهور الثلاثة من الحاجة
فى خدمة الجمهورية " ، بينما كان يتلقى ( ممثليهم ) و السادة نبلاء الحكومة
الجديدة أجرهم بانتظام ، و قد وصلوا لأحقر احساس ذاتى تافة بأهمية المنصب
.



الناس
تتألم . و يظنون - مع ايمان طفولى و حس فكاهى لجماهير تثق فى قادتها - أن "
هناك " ( فى المجلس التشريعى ، فى دار البلدية، فى لجنة الأمن العام )
توضع مسألة رفاهيتهم فى الاعتبار . و لكنهم " هناك " يناقشون كل شئ تحت
الشمس ، باستثناء رفاهية الناس . عندما اجتاحت المجاعة فرنسا ، فى عام 1793
* ، و أقعدت الثورة ، و بينما كان الناس يرتدون لأعماق البؤس ( و
الشانزلزية يصطف بالعربات الفاخرة حيث تتباه النساء بالمجوهرات و البذخ ) ،
كان روبسبير يحث اليعاقبة * لمناقشة اطروحتهم بخصوص الدستور الانجليزى .
بينما كان العمال يعانون ، فى عام 1848 ، من الانقطاع العام للتجارة ، كانت
الحكومة المؤقتة و المجلس التشريعى يتشاحنان بخصوص المعاشات العسكرية و
عمل السجن - بغير عناء التفكير ، بشأن كيفية معيشة الناس فى ظل هذه الأزمة
.



و
ان كان للمرء أن يلقى لوما على كوميونة باريس - تلك التى ولدت تحت مدفع
البروسيين ، و استمرت سبعين يوما فقط - سيكون من أجل نفس الخطأ : هذا الفشل
فى فهم أن الثورة لا يمكنها أن تنتصر الا عندما يُطعم هؤلاء الذين يقاتلون
فى جانبها . اذ أنه ، بخمسة عشر بنسا فى اليوم ، لا يستطيع الرجل أن يحارب
على المتاريس ، و فى نفس الوقت ، يعول أسرة
.





...............................................................................



* هوامش الترجمة :



1 . النص هو مقطع من الفصل الثانى من كتاب " الاستيلاء على الخبز " . أما العنوان فمن وضع المترجم .


النص الأصلى : http://theanarchistlibrary.org/HTML/Petr_Kropotkin__The_Conquest_of_Bread.html#toc8


2 . بيتر
كروبوتكين : لاسلطوى روسى ، واحد من أهم المنظرين للشيوعية اللاسلطوية "
الشيوعية الأناركية " . قام بتأليف العديد من الكتب و المقالات ، موضحا
الأسس المنطقية و العلمية التى تؤكد امكانية تطبيق الأفكار اللاسلطوية بشكل
سلس و فعال على الأرض . من أهم تلك الأعمال " الاستيلاء على الخبز " ، "
الحقول ، المصانع ، و ورش العمل " ، " الأخلاق : الأصل و التطور " و "
المساعدة التبادلية : عامل للتطور
" .



3 . كوميونة
باريس ( 18 مارس - 28 مايو 1871 ) : موجة ثورية قامت على اكتاف الطبقة
العاملة ، بسبب تردى الأوضاع الاقتصادية - خصوصا بعد الهزيمة الفادحة
لفرنسا فى الحرب ضد بروسيا . أسقط الباريسيون حكومة أدولف تيير ، و انتخبوا
بدلا منها مجلسا محليا (الكوميونة ) تضمن العديد من العمال و غير العمال
على اختلاف طوائفهم السياسية ( من اصلاحيين الى راديكاليين ) . ألغت
الكوميونة التجنيد الاجبارى و الجيش النظامى ، و أحرقت المقصلة علنا ، فى
الوقت الذى رتبت فيه لاتخاذ بعض السياسات الاشتراكية - لم تستطع تحقيق
معظمها لقصر عمرها . انتهت بتحالف السلطات المركزية ضدها ، المنتصرة (
بسمارك من بروسيا ) و المنهزمة ( تيير من فرنسا ) و اجتياح الجيش الفرنسى
الحكومى - بالتنسيق مع البروسيين - باريس ، و اعدام الآلاف من سكان المدينة
.



4 . ثورة فبراير 1848 : أسقطت الحكم الملكى ، و أسست للجمهورية الفرنسية الثانية .


5 . جاك
ليونار كليمنت توماس : جنرال فرنسى حكومى ، كُلف بالقضاء على ثورة
الباريسيين مع بداية نشأة الكوميونة . لم يطع جنوده الأوامر باطلاق النار ،
و تم أسره و اعدامه
.



6 . يقصد ملابس الحكم الرسمية فى ذلك الوقت


7 . التيارات السياسية التى شاركت فى ادارة كوميونة باريس


8 . من ضمن أحداث الثورة الفرنسية ( 1789 - 1799 (


9 . شخصيات سياسية بارزة فى الثورة الفرنسية
ياسر احمد
ياسر احمد
ادارة المنتدى
ادارة المنتدى

عدد المساهمات : 384
التقييم : 0
تاريخ التسجيل : 20/11/2009
العمر : 44

https://abonashabaprp.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى